صالح جبار خلفاوي
تبدأ القاصة (عفيفة أم الشيماء ) نصها بعنوان صادم والجملة التالية : ( الشمس الصفراء تقف على الرؤوس .. ) المشهد يوحي بالافول .. مكان متحرك نحو الزوال في زمان يستمر بسرد متوالي .. ( شاحنة النظافة / هرَّ بدين / كلب هزيل / الساعة المتوقفة / عتبة دكان محطم .. ) الصور تشي بحالة قنوط .. أنحسار التفاؤل يدلل على أحباط في عالم محاط بأنكماشات لاتغري بالحركة .. المفرادات السلبية تكشف ايضاً عالماً متجرداً من الايحاء بنوع من الاستمرارية المثبطة في تفاصيلها .. حتى ( محطة المسافرين .. المسافرون في حركة الية ..) نمطية مستوحاة من زمن شخوص قص يعاني ضمور التواصل المنشود الى عالم آخر .. ربما زاخر بتناقض الارجاء المبتورة .. ( العجوز المحدودبة ) تعاني من تاريخ طويل من معاناة متشظية ..ومحدودية الحركة لفضاء مبتسر .. تحاول عفيفة ام الشيماء استلهام ذاكرة مدينة مطوية على أرث يعاني التقزم في جميع المناحي .. ( فقدان رفيق الدرب .. عدم تطابق الهوية ..) عوامل تتحكم بأقوات الناس .. حاجة منقوصة غير مكتملة .. الارادة هنا متوقفة امام نفق لاضوء في نهايته .. الامر عند الكاتبة مترافق مع صور باتت تؤرقها .. حاولت رصد الواقع كما هو .. لم ترد أضافة نوعاً من التغيير في سردها لأنها معيشة أُريد لها أن تبقى راكدة .. بدون تحسس مفتعل نحو توجه مختلف .. بأكتساب حق مفقود أو نهايات لتردي لايعرف الوقوف عند حد .. ما تسعى اليه عفيفة ام الشيماء هو الاشارة الى المنحدر السحيق .. لتقول بطريقة أيحائية : ربما علينا ان نغادر هذا المكان .. أو نترك العادات السيئة التي اصبحت ثقلا علينا .. بصنع حدبة منحنية بمقاييس ظالمة أحيانا ولا أبالية مفرطة .. مرة ثانية .. تريد القاصة أن تختم نصها كما بدأته بالشمس .. تنهيه ايضا بها .. ( الشمس تزحف غرباً .. تتراكم حولها غيوم عقيمة .. البدوية تبكي فرحاً بعد تيه أعوج .. وجدت أخيراً حافلة العودة والكلب الأجرب ما زال يجوس الشارع ..) النهاية تمثل احساساً بالعبث الذي يركن الى الانطواء لاحتمالات مزرية ولا ابالية مفرطة أخيراً سوادوية النص لاتعني سوداوية الكاتبة حتما .. لأن ناقل الكفر ليس بكافر
|