السوداني: الحكومة ماضية وفق خطة لحصر السلاح بيد الدولة قدراتنا الأمنية عالية ولا يوجد تهديد إرهابي AlmustakbalPaper.net المفوضية: البطاقة البايومترية محصنة إلكترونيا وتستخدم من قبل صاحبها حصرا AlmustakbalPaper.net القاضي زيدان يبحث مع رئيس وأعضاء جمعية القضاء عدداً من القضايا AlmustakbalPaper.net بارزاني والأعرجي يتفقان على أهمية حل القضايا الخلافية بين أربيل وبغداد وفق الدستور AlmustakbalPaper.net النزاهة تتفق مع الإنتربول على الوصول المباشر لمنظومة المطلوبين AlmustakbalPaper.net
قصة قصيرة .. سواد
قصة قصيرة .. سواد
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
عبدالكريم الساعدي‏.

من أين نأتي بالمسرات لنكتب عنها؟,,, اليوم قتلوا أولادنا في ساحة كرة القدم.. ولا نعلم ما ذنب هذه الحمامات الجميلة / الورود الزاهية بعطر البراءة والنقاء؟.. الرحمة لشهدائنا، والشفاء التام لجرحانا..
الرجل العجوز ذو اللحية الكثّة، يتعكّز على أيام خلت، مازالت عيناه تعانقان لافتات سود، أينما يولّي وجهه، فثمة رائحة جنازة؛ يعتقد أنّه بقي صدفة في الحياة، أنفه الطويل مصدر حزنه المستديم، حتى الأشجار يخيّل إليه أنّها توابيت، لها عطر الموت لا غير. لم يتغيّر من اللافتات سوى لون الخطّ، أصبح أصفر بعدما شاخ البياض وصدئت ملامحه؛ حدّق في إحدى اللافتات، ارتسمت على شفتيه ابتسامة شاحبة، ملؤها الأسى، الشاب الوسيم الحالم بالهجرة إلى بلاد بعيدة، مات هو الآخر، مثلما مات أبوه في الحرب الأولى؛ يتساءل،
« أنّى لمثلي يبقى على قيد الحياة، وقد شبع موتاً؟». 
ينتفخ غيظاً، يأمل ألّا يعيش حرباً أخرى، يبدو له كلّ الأشياء مثقوبة، تتنفس دخاناً ورعباً، تنفلت من أحد الثقوب رفات جندي مات في عام 1980، وأخرى تطلّ بضفائرها من ثقب آخر، بعد عشرين سنة، يتراءى له أنّ الثقوب مزدحمة بحشد من رفات لا نهاية لها، يرتعب، يفرّ من كوابيس الأمس، يتحصّن خلف ساتر فكرة،
«سأجعل لافتة نعيي بيضاء، لِمَ لا؟ ربما ستكون آخر لافتة لآخر حرب.»
في الصباح يحثّ الخطى برفقة ولده إلى السوق، يشتري قطعة قماش بيضاء، يوصيه بمراده، بيد أنّ رائحة المنايا تحتلّ منخريه، تهاجمه الوساوس، يلتفت فزعاً،
«أقتيلٌ هناك؟»
يباغته القلق، يحدّق في عيني ولده، يراوغه الحنين لعناقه، يصعقه دوي انفجار أعمى، يلعق أصابع دخان ورماد، يحتضن الفراغ في ظلّ موجة جنون، يقبض على طرف قطعة القماش البيضاء، يقفُ قبالة أشلاء الموتى مرتعشاً، يخلع عينيه، يتسلّق ما تبقّى من دموعه، يحتفي بالمجهول، لا ملاذ يحتمي به، حلكة من أوجاع تطارده. الوقتُ قبل القيامة بقليل، الرصيف يتقيأ رائحة الموتى، يتعثّر بصراخ الأشلاء المتناثرة هنا وهناك، قطيع من نواح وعويل يلاحقه، غلالة من وجع تتلو عليه سيرة الرعب. انفرط من محراب الذكرى باكياً، جثة تبحث عن رأس، عين تلهث خلف ثنايا الدمع؛ وقبل أن يرتدي جبة البكاء، طلبه قبرٌ من ضجر، صفق جبهته بكلتا يديه، يتلو بقايا عناق : 
- محمد، بويه محمد.

رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=16458
عدد المشـاهدات 429   تاريخ الإضافـة 28/03/2016 - 20:34   آخـر تحديـث 09/07/2025 - 15:41   رقم المحتـوى 16458
محتـويات مشـابهة
الأسدي: الحكومة وضعت تصاميم تفصيلية ووثائق مناقصة لطريق التنمية
من شارع المطار إلى طوفان الأقصى: صراع الأصلاء في زمن التحولات الكبرى القصة من البداية
الإصلاح الإداري كمدخل لإنقاذ الاقتصاد.. دروس من قصة يوسف عليه السلام
تحدثت عن موقف المرجعية «والجوار الإسلامي».. الأمن النيابية تعلق على قصة «حل الحشد»
البطل الاولمبي .. مشروع وليس بقصة

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا