3354 AlmustakbalPaper.net السوداني يوجه وزارة المالية بتقديم خطة متكاملة لحل ملف خريجي ذوي المهن الطبية AlmustakbalPaper.net المندلاوي: المحكمة الاتحادية هي المرجعية الدستورية العليا وقراراتها باتة وقطعية AlmustakbalPaper.net المالية النيابية: رواتب موظفي الدولة والمتقاعدين مؤمنة AlmustakbalPaper.net العيساوي: الحديث عن دمج الحشد الشعبي عارٍ عن الصحة AlmustakbalPaper.net
مصائر مجهولة
مصائر مجهولة
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
يمينة حمدي 
ربما لا توجد قواسم مشتركة بين المشردين المعدمين في شوارع لندن ومشاهير بريطانيا الذين يمتلكون ثروات طائلة، ولكن نجمة الإعلانات جوليا برادبري والمذيعة كيم دبورن والممثل الكوميدي نيك هانكوك والمعلق الرياضي ويلي ثورن قرروا التخلي عن حياة الترف، وخوض تجربة التشرد لمدة أسبوع كامل، من أجل أن يختبروا معنى العيش بلا مأوى، ويبددوا شكوكهم بشأن المعاناة التي يسمعون عنها ولم يعيشوها. اختار المتطوعون أن يهيموا على وجوههم في شوارع لندن من دون أن يحملوا معهم بطاقات هوية ولا هواتف أو نقود، ولا حتى أفرشة أو أغطية ليتدثروا بها عندما يسدل الليل ظلامه ويطلق البرد سهامه القاسية، ورافقتهم عدسات قناة بي بي سي في تجربتهم، لتنقل بالصوت والصورة ولحظة بلحظة، الوقائع والأحداث والمشاكل التي عايشوها في كل ليلة قضوها في العراء، من أجل جعل الناس أكثر قدرة على فهم المصاعب التي لا يرونها والتي تواجه الذين يعيشون من دون مأوى. في الواقع لم يكن الأمر هينا بالمرة على الأثرياء الأربعة، فشتان بين الثرى والثريا، لقد تعود جميعهم على رغد العيش والمنازل الفارهة، والطعام الصحي والدفء العائلي ودفء المواقد المحيطة بهم من كل جانب، ولكنهم فجأة وجدوا أنفسهم مجردين من كل شيء، البرد يلفح أجسادهم والجوع ينهش بطونهم، ولا غطاء لهم سوى السماء التي لا تجود عليهم سوى بالبرد والمطر، ولا مفرش لهم غير شوارع لندن التي كانت أبصارهم في الماضي تمتد فيها لتستمتع بجمالها وشموخ بنيانها، فيما تجانب بصائرهم القبح الكامن في وجوه من يفترش أرضيتها وتصلبت ملامحه من صلابتها وضاعت أحلامه على أرصفتها. ولكن تجربتهم منحتهم فرصة لاستيعاب درس صعب من العيش بضعة أيام بين أحضان البرد والجوع والبؤس، فذاقوا طعما آخر للحياة واستبطنوا أوجاع من كانوا يسمونهم بهوامش المجتمع ويشيحون أنظارهم عنهم كلما مروا بجوارهم، ولكنهم أدركوا اليوم أن التشرد لم يختره الكثيرون ممن عاشوا معهم في الشارع وتقاسموا معهم الفراش والزاد، وسمعوا منهم حكايات أبكتهم وأخرى آلمتهم، فشعروا كم هم محظوظون في حياتهم، وكم أولئك مغبونون في حياتهم. ولكن السائد أن أغلب المجتمعات والحكومات ترفض الاعتراف بالمشردين، وأحيانا تتسم بالعداء تجاههم، لاعتقادها بأنهم كسالى أو عالة على المجتمع. والأكيد أيضا أن الحكومات والمجتمعات تفعل ذلك لأنها لم تتذوق شيئا من كأس المرارة التي يشرب منها المشردون كل يوم حتى الثمالة. وأمام وجع السوريين المشردين العالقين على حدود أوروبا تكاد تتضاءل كل معاناة مشردي بريطانيا مهما كانت قاسية، وتعجز كل الاستعارات البلاغية الكثيرة عن وصف مشاعرهم المريرة وأوصالهم المقطعة في كل مكان. وهل يكفي التقمص العاطفي لأدوارهم أو رؤية الصور المؤلمة للحوادث التي يتعرضون لها، لنشعر بحالهم فيما نحن جالسون داخل أبراج عاجية مغلقة بعيدا عنهم بجدران خرسانية سمكها أميال.
رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=16361
عدد المشـاهدات 308   تاريخ الإضافـة 26/03/2016 - 21:58   آخـر تحديـث 06/07/2025 - 05:26   رقم المحتـوى 16361
محتـويات مشـابهة
لأسباب مجهولة... سجن الناصرية يبتلع نزيلين
وكالة الاستخبارات تجهض عملية ادخال اكثر من 100 طن من الادوية مجهولة المصدر الى كركوك
وكالة الاستخبارات تجهض عملية ادخال اكثر من 100 طن من الادوية مجهولة المصدر الى كركوك
الحشد الشعبي: عالجنا طائرة مسيرة مجهولة في صلاح الدين
الفتح يحذر من استهداف «طائرات مجهولة» للمؤسسات العسكرية ودور العبادة

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا