حسين علي الحمداني كان متوقعا أن يتم استهداف بروكسل من قبل الجماعات الإرهابية بعد أن نجحت الشرطة البلجيكية باقتفاء أثر الرأس المدبر لتفجيرات باريس والقاء القبض عليه بعد إصابته وتعقب الخلايا النائمة في هذه العاصمة التي ظلت لسنوات ممرا آمنا للجماعات الإرهابية، وبعبارة أكثر دقة محطة تجنيد للإرهابيين وارسالهم للعراق أو سوريا ولا ننسى أن أول انتحارية فجرت نفسها في بغداد كانت بلجيكية الجنسية والمولد. وهذا يجعلنا نؤكد بأن أوروبا بشكل عام وبلجيكا بشكل خاص تدفع الآن ثمن التهاون مع المجاميع الإرهابية التي كانت عملياتها لا تستهدف الأمن الوطني لهذه البلدان، فأوروبا ترى أن الإرهاب طالما كان بعيدا عنها فانها لا تكافحه، لكن هذه المرة تتحول بروكسل من محطة مرور للجماعات الإرهابية إلى هدف وهذا ما يجعلنا نربط كثيرا بين اعتقال صلاح عبد السلام وتفجيرات الثلاثاء البلجيكي الدامي الذي يكشف بكل تأكيد قدرة الإرهابيين على عبور الكثير من التحصينات الأمنية خاصة وان أحد التفجيرين وقع في المطار وهذا الأمر يجعل أوروبا برمتها تعيد النظر بأمور عديدة في مقدمتها كيفية تحصين نفسها من الإرهاب الذي ظل لفترة طويلة بعيدا عنها. وهذه العملية لها مخاطر كبيرة جدا وتداعيات على بروكسل وأوروبا بصورة عامة وعلى المسلمين في أوروبا الذين باتوا اليوم محل مراقبة أكثر من السابق، خاصة وان مرتكبي الجريمة كما يؤكد شهود العيان رددوا كلمات باللغة العربية وهذا ما يجعلنا نؤكد بأن المسلمين هم الضحية الأولى لهذه الجريمة التي قد تصبح نقطة تحول في تعامل الغرب ليس مع تنظيمات التطرف الإسلامي فحسب، بل مع دين الإسلام نفسه. هذه الهجمات دفعت أوروبا لرفع حالة الإنذار فور وقوع هذه الجريمة التي عبرت بشكل كبير عن مخاوف الأوروبيين من الخلايا النائمة وسط الجاليات العربية الإسلامية التي تقيم في أوروبا منذ سنوات طويلة. ولعل المخاوف الحقيقية لدى المسلمين في أوروبا ليست من القوانين الحكومية القادمة، بل من ردود فعل القوى اليمينية التي ستجد في هذه الجريمة فرصتها الكبيرة للتحريض بشكل أوسع ضد الجالية المسلمة في البلاد وتوجيه أصابع الاتهام إليها.وحتى هذه اللحظة كشفت التقارير عن تورط اثنين من التونسيين وآخر مغربي في هذه العملية وهو ما يشير لحقائق قديمة – جديدة تؤكد أن شبان دول المغرب العربي سواء كانوا من المهاجرين أو الموجودين في دولهم أكثر تقبلا لفكر التطرف القائم على القتل والتفجير وينبغي هنا أن تعمد دول المغرب العربي إلى البحث جديا عن وسائل القضاء على (الفكر المفخخ) الذي يروج للإرهاب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وبالتأكيد هذا الفكر موجود سواء في المناهج المدرسية أو خطب المساجد أو ما يتداول بين شبان هذه الدول التي بدأت هي الأخرى تعاني من هذا التطرف ولنا في أحداث تونس الأخيرة ما يؤكد قولنا.
|