السوداني: الحكومة ماضية وفق خطة لحصر السلاح بيد الدولة قدراتنا الأمنية عالية ولا يوجد تهديد إرهابي AlmustakbalPaper.net المفوضية: البطاقة البايومترية محصنة إلكترونيا وتستخدم من قبل صاحبها حصرا AlmustakbalPaper.net القاضي زيدان يبحث مع رئيس وأعضاء جمعية القضاء عدداً من القضايا AlmustakbalPaper.net بارزاني والأعرجي يتفقان على أهمية حل القضايا الخلافية بين أربيل وبغداد وفق الدستور AlmustakbalPaper.net النزاهة تتفق مع الإنتربول على الوصول المباشر لمنظومة المطلوبين AlmustakbalPaper.net
كتب صنعتني
كتب صنعتني
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
أحمد سعيد نجم 

عندما يستعرض المرء مسيرته مع قصص الحُبِّ التي عاشها في حياته، فإنّ أوّل قصصهِ تحتل، في العادة، مكان الصدارة حتى وإنْ كانت قصّة حب فاشلة. ومثلُ هذا القياس ينسحب أيضا على الكتب التي قرأها، وتركت فيه أثرا لا يُمحى.
فإنْ كان الحال كذلك فلمَ لا نبدأُ مع “البؤساء”؟ ومع الولدِ الذي كُنْتُهُ، أواخر المرحلة الإعدادية، أيْ أواخر الستينات من القرن الماضي، وكان يتسكعُ في المنطقة الممتدّة من جسر فيكتوريا إلى بوابة الصالحية، في دمشق الشام، عندما استوقفته بسطة لبيع الكُتُب، وأي كتاب فيها بليرة سورية واحدة. وكانت الليرة في ذلك الحين مبلغا، وهي هناك في جيبي، ويعلمُ الله وحده كيف تجمَّعَ في جيبي ملء ليرةٍ، في ذلك الزمن، الذي اعتادَ الناس تسميته بالزمن الجميل. وبعد تأمل طويل في العناوين المنثورة على الأرض امتدت يدي وتناولت رواية “البؤساء” لفيكتور هيجو.
لماذا اخترت تلك الرواية دون غيرها من الكتب؟ أكنت أعرف شيئا عنها، أو عن مؤلفها؟ أشك في ذلك. ففي أيامنا الراهنة، وبفضل وسائل الإعلام الرهيبة، يخلق الطفل أمام التلفاز. يد تمسك الرضاعة، وأخرى تمسك الآي فون، وعليه فإنه بالإمكان القول إنه يمتلك معرفة قبلية، إذا جاز لنا استخدام هذا المصطلح الكانتي، بالبؤساء، ودون كيخوتة، وتوم سوير، ورحلات غلفر، و.. و..، من قبل حتى أن يعرف أقرباءه الأقربين. ومثل ذلك الأمر لم يكن ميسورا في ما مضى من عقود. ثمّ إن السؤال الأهم هو لماذا اخترت أصلا أن أشتري بالليرة التي تجمّعت لي، ولا أعرف كيف تجمّعت، فلربما كان التوقيت يتعلق بأحد الأعياد، وكانت هي مجموع ما تجمع لي يومها من عيديّات، أن أشتري بها كتابا، ولا أنفقها، مثلاً، على الأشياء التي اعتاد الأولاد، في سنّي، أن ينفقوا أموالهم عليها؟ ولكن، عَنْ جد، لماذا “البؤساء” وليس سواها؟
لم تكن رواية “البؤساء” أوّل شيء أقرأه في حياتي خارج منهاجي المدرسيِّ. فلقد نشأت في بيت كانت فيه مُكيتِبَة، تخصُّ من هم أكبر مني. وكانت على قَدّ الحال. غير أن استقرار رواية “البؤساء” وسط واحدٍ من رفوفها، وقد كان بها، بالمناسبة، رفّان لا غير، كان إيذاناً بأن زمن “قدّ الحال” الذي كانت عليه تلك المكتبة قد ولّى إلى غير رجعة. والبرهة الغامضة التي امتدت فيها يدي تدفع ليرة كي تأخذ كتابا كانت برهة مفصلية، وأشبه بولادة جديدة. برهة أورثتني السعادة، وأورثتني مع السعادة شقاء لا حدود له. شقاء أن لاتنام هانئا كالآخرين. وشقاء أن تواصل التفكير في الأشياء إن نمت. شقاء أن تتأمل الأشياء بدل أن تمر عليها مرور الكرام. شقاء أن تسأل وأنت تتأمل. أن تسأل أسئلة لا إجابات عنها، ومنها مثلا ذلك السؤال البسيط:- لماذا “البؤساء”، ولماذا ليس أيّ كتاب آخر غير “البؤساء”؟

رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=15796
عدد المشـاهدات 495   تاريخ الإضافـة 13/03/2016 - 19:34   آخـر تحديـث 12/07/2025 - 04:21   رقم المحتـوى 15796
محتـويات مشـابهة
النائب د. وحدة الجميلي تلتقي بالمواطنين بمكتبها وتوصل رساله لأهلها « (جهودنا وخدماتنا لن تتوقف تجاهكم) « ..
رئيس هيأة الإعلام والاتصالات يزور مكتب الهيأة في كربلاء ويشدد على جودة الاتصالات وتعزيز التغطية المهنية للمناسبات الدينية الكبرى
محافظ بغداد يعلن خطة شاملة لتأهيل وتطوير المكتبات العامة
شبكة الإعلام العراقي تتسلم تكريماً من المكتب الخاص للسيد الصدر
بلدية الموصل ترعى انطلاق فعاليات «رصيف الكتب» لإحياء الحراك الثقافي في المدينة

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا