المستقبل العراقي / عادل اللامي
يقود السفير السعودي في بغداد ثامر السبهان، مخططاً لاستمالة أطراف شيعية من أجل تفتيت التحالف الوطني الذي يضمّ الأحزاب الشيعية، وقد أقرت وزارة الخارجية العراقية بزيارات قام السبهان إلى محافظة النجف الاشرف، لكنها رأت ان تضخيم هذه الزيارات «مبالغ فيها». وقالت الخارجية ان «ما أثير عن لقاءات مزعومة للسبهان وتردده على النجف مبالغ فيه كثيراً». ونقلت وكالة «تسنيم» الايرانية»، عن «راديو اوستن» الاوروبي، الذي بدوره نقل عن مصادر استخبارات غربية، قولها، ان السفير السعودي في العراق، ثامر السبهان، زار مدينة النجف 6 مرات، منذ توليه منصب السفير، للاتصال بأطراف شيعية بغية تفكيك التحالف الوطني. ونقل تقرير «راديو اوستن»، عن المصادر، رصدها لـ»نشاط سري للسفير السعودي في العراق، بهدف الاتصال بشخصيات شيعية والتباحث لفتح قنوات اتصال مشتركة، لتفكيك التحالف الوطني المشارك في العملية السياسية بالعراق». إزاء هذا، ترى منال المسلماوي، النائبة في البرلمان عن كتلة بدر أن «السعودية تمثل المخطط الإسرائيلي الذي يريد تفكيك العراق وتقسيمه وتعمل على بث الفرقة بين مكونات الشعب العراقي والطبقة السياسية وايضاً من خططها التي تعمل عليها بجهد هو تمزيق التحالف الوطني من الداخل»، إلا أن المسلماوي قالت في حديث لـ»المستقبل العراقي» أن «تفكيك التحالف الوطني امر صعب المنال والتحالف اقوى من السعودية ومخططاتها الاسرائيلية». بدوره، قال محمد الصيهود، النائب عن ائتلاف دولة القانون في البرلمان، أن «السعودية تدور في فلك الصهيونية وتراهن على تفكيك الشعب العراقي تارة ببث التفرقة بين الشيعة والسنة واخرى بين العرب والكرد».وأوضح الصيهود في حديث لـ»المستقبل العراقي» أن «السعودية الان تعمل على بث التفرقة والاختلاف بين الشيعة والشيعة والرهان الان على احداث فتنة شيعية شيعية وقد نجحت الى حد ما برأيي الشخصي باحداث هذه الفتنة وانه ما دام هنالك خلاف يعتبر نجاح لها».لا يختلف حيدر المولى، النائب عن ائتلاف دولة القانون في البرلمان، مع وجهة نظر زميليه، إذ أكد «السعودية عداءها معلن للعراق وللعملية السياسية». لكنه أشار إلى أن «القضية هي اكبر من قضية الطائفية اليوم»، مستطرداً أن «السعودية تشعر ان التغيير الذي حدث في العراق هو لصالح نوع وشكل الحكومة الموجودة في السعودية وبعض دول الخليج لذلك توحد الهدف الرئيس لهذه الدول ان التغيير الذي حصل بالعراق وهذه الطريقة الديمقراطية والرجوع الى الشعب قد انها ستولد رأي عام في هذه الدول وتراها اليوم باسم الطائفية ومسميات اخرى تتحرك لضرب العملية السياسية في العراق». وقال أيضاً في حديث لـ»المستقبل العراقي» أن «هذه الدول تستغل مسمى الطائفية ورمت بثقلها على الاخوة السنة ليكونوا مصداً امام ما يسموه من التوسع الشيعي او النفوذ الايراني في المنطقة»، موضحاً أن «هذه الاهداف التي يبحثون عنها ويعملون على ستراجيتها». ولأجل كل هذا، يقول المولى، «تراهم (دول الخليج) مرة يتحركون من جانب سياسي كتحركات سفيرهم واخرى يدعمون المنظمات الارهابية مثل داعش والنصرة وغيرها من الفصائل وكلها امتدادها وارتباطها ودعمها من السعودية وتتحدث عن هذا الدعم مخابرات الدول الاوربية وغيرها بشكل صريح». ولفت المولى إلى أن «السعودية تعتبر التحالف الوطني الضعيف افضل من التحالف الوطني الكبير والقوي والمتماسك حتى يمررون اهدافهم». وشخّص المولى أمراً بالقول ان «تعدد المرجعيات للكتل المنضوية في التحالف الوطني هو سبب ضعفه ولو كان التحالف الوطني له وجود قوي ومتماسك لكان حال العراق اليوم غير حال لانه سينتج حكومة قوية ولا يقبل بالحلول الوسطية ابدا». ولم يتوان المولى عن القول «التحالف الوطني اليوم اضعف جهة في البرلمان وفي الحكومة وفي العراق لتعدد مرجعياته»، مشيراً إلى أنه «لو كانت هناك مرجعية واحدة لاختلف الامر ولكان ايضا التحالف الوطني لا يخاف عليه لان هناك امل في ان تتعامل القيادات بحكمة مع هذه القضايا وتتجوازها لان الظرف في العراق خطير اقتصاديا وامنيا وسياسيا». وقال أن «الكل يشعر بحساسية الموضوع وان الامور ليست بصالح العراق ويدركون ان أي خطأ او انفراط الوضع في العراق لايمكن ان تعود الامور لحالها». |