المستقبل العراقي / نهاد فالح
اعلن السفير السعودي في بغداد ثامر السبهان، أمس الأربعاء، عن صدور أمر للعاهل السعودي الملك سلمان بتقديم مساعدات عاجلة للمتضررين في مدينة الأنبار، مؤكدًا أن «مملكة الخير لا تقدم إلا الخير»، إلا أن هذه الخطوة تنبأ بأن السعودية تحاول شراء ذمم سكّان ومسؤولين داخل المدينة. وأكد السبهان، عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي، أنه يتم التنسيق حالياً لإيصالها عن طريق مركز الملك سلمان، وقال «إن مملكة الخير لا تقدم الا الخير وبإذن الله سيشعر الإخوة العراقيون بذلك ومساعدتهم واجب علينا ..هذه توجيهات سيدي الملك وبدأ العمل لتنفيذ أمره». ويعّرف «مركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية» بأنه «مختص بمساعدة المحتاج والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته وامتداداً للدور الإنساني للسعودية ورسالتها العالمية في هذا المجال». ووفقاً للسبهان فأن هذه رسالة محبة واكبار وتقدير للشعب العراقي العربي الكريم ولجميع مكوناته نعلم بأهمية العراق، وهو يستحق من الجميع التضحية ليعود في أفضل حالاته. وخاطب العراقيين قائلاً «انتم منا ونحن منكم وما يجمعنا بكم الدم والجوار والتاريخ المشرف وقوتكم بوحدة صفكم وكلمتكم، والعشائر جميعها لها دور كبير والسياسيون ايضاً». وقد شكّك مسؤولون بالمساعدات السعودية، وتخوفوا من أنها قد تكون فاتحة لدعم مطالبات الإقليم «السني» التي ارتفعت في الآونة الأخيرة بين سياسيين من الانبار. وقال المسؤولون أيضاً، أن هذه الأموال قد تدخل في مجال تسليح المنظمات الخارجة عن القانون، أو أنها فاتحة لفتح صراع كبير بين أهالي الانبار ذاتهم. وبالترافق مع ذلك، فقد دعا رئيس مجلس الأنبار صباح كرحوت أهالي المناطق المحررة في الرمادي عاصمة محافظة الانبار (110 كم غرب بغداد) الى التهيؤ للعودة اليها. وقال إن مناطق جويبة وحصيبة والصديقية والصوفية شرق الرمادي ومناطق 5 كليو و7 كيلو أصبحت محررة وتم تنظيفها من الألغام والعبوات الناسفة والإنقاذ والنفايات، مشيراً الى اعادة بعض الخدمات الرئيسية والضرورية اليها. وطالب اهالي تلك المناطق الى التهيؤ للعودة اليها بعد اكمال جميع الإجراءات الأمنية خلال الأيام القليلة المقبلة. وفي العاشر من الشهر الحالي، وصفت مسؤولة في بعثة الأمم المتحدة في العراق تكلفة اعادة اعمار مدينة الرمادي بعد تحريرها من تنظيم داعش بالهائلة. وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الانسانية ليز جراند «يجب إعادة بناء آلاف المنازل ويجب إعادة بناء آلاف المباني والكلفة الإجمالية لإعادة الإعمار في الرمادي هائلة». وأضافت أن جهود المنظمة الدولية لتحقيق الاستقرار في الرمادي استعدادًا للعودة المتوقعة لمئات الآلاف من المدنيين النازحين يتوقع أن تتكلف 50 مليون دولار تقريباً . والاثنين الماضي، حذرت الامم المتحدة نصف مليون نازح من مدينة الرمادي العراقية من العودة اليها حالياً، وقالت إن العبوات الناسفة والشراك الخادعة خطر يعيق هذه العودة، مشددًا على ان ازالة هذه العقبات عمل خطير ومعقد يتطلب أعلى مستويات التدريب المهني. واضاف البرنامج الاممي الذي يدير عمليات تمويل فوري لتحقيق الاستقرار في الرمادي والتابع للامم المتحدة، انه يشعر بالقلق العميق إزاء سلامة الأسر النازحة التي تريد العودة الى الرمادي، وقال في تقرير «نشعر بالحزن بسبب التقارير التي تفيد بأن ثمانية أشخاص قتلوا في الأسبوعين الماضيين خلال مسح منازلهم أو محاولتهم تعطيل العبوات الناسفة في الرمادي ونحن نقدم تعازينا الحارة لأسر الضحايا». وشددت ليز غراندي، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق والمقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية، بالقول ان «ضمان سلامة وكرامة الأشخاص الذين يرغبون في العودة إلى مناطقهم يمثل أولوية قصوى لنا». واضافت ان «الناس الذين نزحوا يريدون العودة إلى مناطقهم في أسرع وقت ممكن لكن التأكد من أنها يمكن أن تفعل ذلك بأمان هو مسؤولية الجميع، فالشراك الخادعة والعبوات الناسفة يجب أن يتم مسحها أولا وهذا عمل خطير ومعقد يتطلب أعلى مستويات التدريب المهني»، في اشارة الى صعوبة السماح بعودة النازحين في الوقت الراهن. واكد البرنامج انه يعمل حاليًا في تكريت والمناطق المحررة الأخرى في محافظات نينوى وديالى وصلاح الدين لاعادة النازحين وإعادة تعمير البنى التحتية، فيما يقوم بشراء ومعدات التخزين المسبق للتحرك على الفور بمجرد إعلان الرمادي مدينة آمنة. |