المستقبل العراقي / فرح حمادي
فيما أكد رئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان بارزاني، أن حكومة إقليم كردستان لا تمتلك مبالغ مالية، واصفا الوضع بأنه «سيء»، أغلقت السلطات الأمنية في أربيل سوق السلاح السوداء لمنع تداول الأسلحة التي يتلقاها الإقليم كمساعدات وأخذ عناصر من «البيشمركة» يبيعونها فيها. وقال بارزاني لعدد من وسائل الإعلام عقب اجتماعه مع المكتب السياسي للإتحاد الوطني الكردستاني، إن «حكومة إقليم كردستان لا يمتلك الأموال، ولا يوجد وضع أسوء من هذا، وإن كانت لدينا الأموال كنا سنوزعها». وأضاف بارزاني، أن «أكبر تحدي حاليا أمام إقليم كردستان هي الأزمة المالية، وجميع المحاولات تصب حاليا لتوفير الرواتب لقوات البيشمركة والموظفين»، موضحا أن «الاجتماع مع المكتب السياسي للإتحاد الوطني الكردستاني لإطلاعهم على المشاكل الموجودة، وقدمت مقترحات بشأن الأوضاع القائمة». بدورها، أغلقت السلطات الأمنية في أربيل سوق السلاح في المدينة في محاولة لمنع تداول الأسلحة التي يتلقاها الإقليم كمساعدات خارجية في حربه ضد تنظيم «داعش»، بينما أخذ عناصر من البيشمركة. ويأتي الإجراء عقب نشر محطة تلفزيون ألمانية تقريراً يتحدث عن بيع أسلحة، كانت ألمانيا قدمتها لقوات البيشمركة العام الماضي. وقال عضو اللجنة الأمنية في برلمان كردستان، ناظم الهركي إن القانون يمنع بيع وشراء الأسلحة باختلافها، لكن أشخاصاً يعملون في هذا المجال، كانوا قد اختاروا مكاناً لممارسة عمليات البيع والشراء في أربيل وبقية المدن، لذلك فإن هذه الأماكن سيتم إغلاقها». وحذّر من أن وجود مثل تلك الأماكن وتلك التجارة، سيخلق مشاكل مختلفة، من بينها مشاكل اجتماعية. وقد نشبت بالفعل بعض المشاكل، لذا فليس جائزاً استمرار تلك النشاطات. وأثنى الهركي على إجراء محافظة أربيل بإغلاق أماكن بيع السلاح، لأن تلك التجارة مخالفة للقانون والأسلحة المباعة غير مرخصة من السلطات الأمنية، ومن المقرر أن ينفذ القرار في مدن أخرى خارج أربيل، على حد قوله. وكانت تقارير إعلامية ألمانية قد أشارت إلى أن بنادق قدمتها ألمانيا إلى قوات البيشمركة لاستخدامها في الحرب ضد تنظيم «داعش»، يتم تداولها وبيعها في سوق السلاح في إقليم كردستان. وردت وزارة البيشمركة على تلك التقارير، لافتةً إلى أن بعض الحالات الفردية ربما حدثت، إلا أن الحالة غير شائعة كما أعلن عنها في الإعلام الألماني. وربط تقرير التلفزيون الألماني، إقدام عناصر البيشمركة على بيع أسلحتهم، بالأزمة المالية التي يعرفها إقليم كردستان، منذ مدة، ولم تتمكن على إثرها الحكومة الإقليمية من صرف رواتبهم، ما «اضطرهم إلى بيع الأسلحة التي بحوزتهم»، وذلك بناء على شهادة طالب للجوء بألمانيا، صرح بأنه عنصر سابق في قوات البيشمركة، وباع سلاحه لتمويل رحلته نحو أوروبا.
|