.القاص/أدهام نمر حريز . يعيش في المدينة حيث كتل الاسمنت و الحديد و المشاعر الباردة و الأماكن المعتادة في كل يوم والعبودية المفرطة للوقت و المال . كل هذه تجعل حياته ذات إحساس بارد بلون رمادي باهت, ففي كل صباح يستيقظ من نومه ليتوجه الى العمل . وفي إحدى الصباحات استيقظ من النوم مفزوع من وقع الهموم التي تسكن صدره , وكانه شاهد كابوس في حلمه , كانت عيناه شاخصتان وبالكاد يتنفس و يتقلب على فراشه مثل الغريق. فبدا يتحسس صدره وكأنه يبحث عن مصدر الألم , ورغم ذلك بقِيَ في فراشه منتظرا وقت النهوض وهو يراقب الساعة المعلقة على الجدار . وعندما حان الوقت عاند دفء الفراش و النعاس الذي يثقل رموش عينه وكانه يتوسل به للبقاء قليل. أسرع بخطواته لكي تَهَيّأَ و يتناول الافطار و يغادر ذاهب للعمل ,لم يركز كثيرا في المِرآة على صورته التي كانت تتغير في كل يوم . تناول فطوره بسرعه فالوقت بدا ينفذ منه , فحمل حقيبته وخرج مسرعا مغادر المنزل. وفي الطريق نحو العمل كان يفكر بشيء واحد , كيف سيمضي يومه وماذا يفعل ؟؟! كان الملل يسيطر عليه في كل شيء , نفس الطريق الذي يسير فيه منذ سنوات , ونفس الأبنية , ونفس الوجوه وكل شيء نفسه لم يتغير رغم مرور الايام و السنين , كان يتمنى و يحلم ان يتغير . وعندما بدا يقترب من مكان عمله , شعر بالغثيان , سيقابل نفس الوجوه التي يكره ان يراها , كانت هناك وجوه تثير في نفسه الاشمئزاز كان يسمي أصحابها ذوي الوجوه الصدئة. اقترب أكثر من مكان العمل فبدا قلبه يدق أسرع و نفسه’ يتصاعد , ياالهي عدنا من جديد هكذا قال في نفسه . دخل مقر عمله , وبدا كلمات و ابتسامات العمل الروتينية التي تخفي في داخلها الحقيقة . كان رغم كل شيء مازال يحلم , بان لا يرى مجددا هذه الوجوه , و يتمنى ان يغير . ولكن داهمه الوقت فرن عليه الهاتف , من زميله الذي يخبره بضرورة حضوره مع ما أنجزه من عمل لكي يقيمه المدير . فحمل بيده الأوراق و ذهب مسرعا نحو غرفة المدير حتى لا يتأخر , تاركا خلفه فكرة التغيير كحلم يحمله معه عندما يغادر العمل متجها للمنزل . بغداد |